الثلاثاء، 14 أبريل 2020

تناسخ الأرواح

تناسخ الأرواح




  تقمص الروح أو التناسخ أو رجوع الشخص البشري إلى الحياة في جسد إنسان آخر، وهي فكرة فلسفية ودينية، الكلمة الإنكليزية reincarnation تعني بأصلها اللاتيني الدخول في الجسد مرة أخرى، وتختلف تفاصيلها بين الديانات والمذاهب، فبعض الهندوس يعتقدون بها وبعضهم لا يعتقد إلا بوجود الآخرة، أما البوذية فمع إيمانهم بالتناسخ لا يعتقدون بوجود الروح ككيان مستقل ثابت، ولذلك يفضلون استعمال عبارة الولادة الجديدة، وعمليًا فإن ما ينتقل إلى حلقة الوجود التالية قد يكون الروح أو العقل أو الوعي أو شيء متسامٍ آخر، وبعض الديانات تعتقد بتناسخ يشمل كيانات من غير البشر كالحيوانات والأرواح والنباتات أو أي شيء آخر، ترفض التيارات العريضة في الديانات الإبراهيمية عمومًا فكرة التناسخ، وتؤكد على فردية الروح لكل إنسان في هذه الدنيا والآخرة، Ra bracket.png وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا Aya-95.png La bracket.png ويستثنى من هذا الإجماع للديانات الإبراهيمية بعض الفرق كفرقة كاثار أو الأطهار المسيحية، (فرقة انتشرت جنوب فرنسا ثم انقرضت) والموحدون الدروز وفرق مشابهة تفرعت من الدين الإسلامي تاريخيًا. وتبرير التناسخ يتفاوت بين المعتقدين به؛ وغالبًا ما يعتبر فرصة لتحسين خصائص الذات أو الكارما نحو رتبة أرقى وقد يكون فرصة ضائعة ويحدث سقوط نحو رتبة أدنى. الاعتقاد بالتناسخ وتكرير الخبرة الدنيوية كان أحد تفاسير معتقد رجوع الروح باجساد أرضوية في الأديان القديمة مثل بعض مراحل تاريخ مصر القديمة وبعض اليونانيون كفيثاغورث، وجزء من أتباع الهندوسية والبوذية. اشتهرت على يدي ألان كارديك وجمعية الثيوصوفية أو الحكمة الإلهية، لمؤسستها الروحانية الروسية هيلينا بتروفنا بلافاتسكي وهي شخصية خلافية نقل عنها قولها «الشيطان هو إله كوكبنا هذا وهو الإله الوحيد، وهذا دون أي استعارة تلتصق بالشر والفساد» وهو قول بررته ولم تنكره! ؛ تؤمن بعض الديانات الأخرى المتصلة بالتناسخ أيضًا مثل (يسوتيريك كريستياناتي). وقد درس انتقال فكرة التناسخ بين الأديان والمذاهب في مؤلفات معاصرة منها "شكل الفكر القديم The Shape of Ancient Thought" لمؤلفه Thomas McEvilley. وقد انتشرت فكرة التناسخ في الثقافة الشعبية في الكتب والشعر والأفلام وألعاب الفيديو والموسيقا.
المجالات الأربع للتناسخ بحسب الديانة الجيانية تشمل البشر والحيوانات والعالم العلوي والعالم السفلي
أصول الفكرة غامضة وظهرت نقاشات حولها في الديانات الهندية وعند اليونان قبل سقرط وفي غيرها. يعتقد العلماء أن الفكرة جاءت منذ تاريخ البشر وفي المعتقدات المشتركة التي تنص على ما يلي:
  • أرواح البشر تنفصل عن الجسد بشكل مؤقت خلال النوم وبشكل دائم عن الجسد عند الموت.
  • الارواح يمكن نقلها من كائن إلى آخر.
ومن الدرسات العلمية التي أجريت لتأكيد هذا الاعتقاد دراسة يان ستيفنسون المتخصص بعلم النفس وما وراء علم النفس وجرب بنفسه تأثير العقار المهلوس L.S.D واعتبر أنه يعطي الصفاء التام، وفي دراسته حول التناسخ في جامعة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية قام ستيفينسون بجمع 2500 حالة لأطفال من جميع أنحاء العالم، وكانت أفضل نتيجة من الشرق الاوسط وأمريكا تظهر دراسة د.ستيفينسون بحياة سابقة تبدأ بالنسيان عند تكوين المخ، وتظهر الدراسة أشخاصًا عاشوا في نفس العائلة ونفس الحضارة وغيرها، لتجارب كموت معتمد أو غرق وتجارب أخرى، ويؤكد د.ستيفينسون بأن العقل له قدرة على فصل هذه الحياة من الحياة السابقة ويعتقد بان كل روح تحتاج إلى خبرة معينة ولعدم مزج الخبرة السابقة إذا كانت سعيدة أو مؤلمة يفصل العقل الحياة السابقة بشكل تام ويعيش هذه الخبرة في الفترة الضرورية له. وقد أثر عمل ستيفنسون في أعمال لاحقة لتوم شرودر وجيم توكر وإيميلي ويليامز، ولكنه تعرض للتشكيك لأن مقابلاته التي أجراها كانت تتم عبر مترجم ينتمي لعقيدة تؤكد الاعتقاد بالتناسخ كما تعرض للخداع من أهل الأطفال، وكانت طريقة طرحه للأسئلة موجهة ترشد للإجابة، وقد أهمل العلماء عمله بداية وإن وصفوه بأنه كان متحمسًا ولكنه بسيط يقبل للخداع واتهمه العلماء الذين دققوا عمله بأنه قد وقع في شرك الانحياز التأكيدي بحيث لم تقدم الحالات التي لا تؤكد دعوى دراسته، مما يضعف قيمتها العلمية. بالإضافة لأن استعادة الحياة السابقة تكون مشوشة باحتمال استعادة أمور لا تتصل بها كما يحدث في تداعيات جلسات التنويم في العلاج النفسي، كما أنه لا يمكن البناء على عمله لاحقًا فعمله يعتمد على شهادات الأطفال والتحقق منها فقط، فعمله لا يثبت التناسخ ولا يفتح بابًا للبحث فيه لاحقًا، والأمر يحتاج إلى وضع طرائق توثيق أفضل وطرئق أفضل لاستجواب الشهود، وأصحاب التجارب المدعاة.

الهندوسية والجانية والبوذية

ظهرت فكرة التناسخ متأخرة في الديانة الهندوسية القديمة حوالي 1000 - 500 قبل الميلاد، وهذا بسبق بوذا.  ولا تذكر الفيدا القديمة أي شيء عن التناسخ أو الكارما بل تذكر فقط اليوم الآخر.

ديانات ونظريات

نظرية التناسخ لم تكن مسموحة في بعض الديانات، اليوم هناك العديد من المذاهب والديانات تؤمن بهذه النظرية منها: الهندوسية، السيخية، الجاينية[ادعاء غير موثق منذ 1686 يوماً] ، البوذية، الطاوية، الفلسفة اليونانية، اليهودية' الدرزية(مبدأ الكابالا)،وديانات السكان الاصليين الأمريكيين (المايا والانكا). مبدأ التناسخ يختلف اختلاف كلي من ديانة إلى ديانة أخرى والفترة ما بين الرجوع إلى الأرض. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟

كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟ أصبح   الطلب على الطاقة   في العالم ينمو بسرعة، بسبب الانفجار السكاني والتقدم التكنولوجي...