‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللغة الفارسية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات اللغة الفارسية. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 3 أبريل 2020

اللغة الفارسية

اللغة الفارسية 
هي لغة هندوأوروبية، يتحدث بها في إيران وطاجكستان وأفغانستان وفي العديد من الدول الأخرى. تكتب بالخط العربي بإضافة 4 حروف: گ، پ، ژ، چ. بعض متكلمي اللغة الفارسية يسمونها دري ( في أفغانستان ) كم تسمى بالتاجيكية (في تاجكستان)، أثرت اللغة الفارسية على بعض اللغات مثل: التركية العثمانية والأوردو، و اللغة العربية.

تاريخ اللغة

الفارسية القديمة

الفارسية القديمة هي لغة آرية مجهولة، تنسب إلى قبائل الفرس البدوية النازحة إلى إيران قبل قوروش الأكبر. أما بعد إنشاء الامبراطورية الاخمينية، اضطر الفرس إلى اعتماد اللغة الآرامية كلغة رسمية معتمدة[2] بسبب بدائية لغتهم وبعدها عن الحضارة.
إيران القديمة 
ظهر خلال الألفية الثانية ق.م في غرب إيران قومٌ يتحدثون باللغات الهندية الأوروبية،ثمَّ اختفوا.كان يتوطن غربَ إيران في الألفية الأولى ق.م عنصر الماد و الفرس.ثمَّ استقر الفرس بشكل تدريجي في منطقة سُمِّيَت فيما بعد باسمهم ب" فارس".في نفس الآن كانت مجموعة أخرى من الإيرانيين تستقر بشرق إيران.
أسَّسَ ديوكوس Deioces أواخر القرن الثامن ق.م في مدينة همدان دولة الماد التي كانت تابعة للدولة الآشورية. أسَّسَ هخامنش في پارسومش Parsumash التي تقع بالقرب من شوش أوائل القرن السابع ق.م الدولة الفارسية الإخمينية (الهخامنشية)،كانت هذه الدولة تابعة لدولة الماد. أسَّسَ هوخشتره Huwaxstra سنة 612 ق.م بعد استيلائه على نينوى عاصمة الآشوريين دولة الماد المستقلة.
انقرضت دولة الماد سنة 550 ق.م بانتصار كوروش الفارسي على آستياگس Astyages آخر ملوك الماد، وبذلك تأسَّست دولة الإخمينيين. تزامناً مع دولة الماد في غرب إيران كانت الدولة الخوارزمية في كلٍّ من هرات ومرو تحكم شرق إيران. تمكَّن كوروش من ضمِّ هذه الدولة إلى منطقة نفوذه. أضاف كمبوجيه(من 531 إلى 522 ق.م) نجل و ولي عهد كوروش تخوماً أخرى إلى دولته. توسعت دولة الإخمينيين زمان حكومة داريوش (من 522 إلى 486 ق.م) حتى وصلت إلى الحبشة ومصر وليبيا من ناحية الغرب، وإلى السِّنْد من ناحية الشرق، ومن جهة الشمال وصلت إلى بحر أورال وجبال القوقاز، ومن جهة الجنوب امتدَّتْ إلى الخليج العربي وبحر عمان.
كانت الآرامية اللغة الرسمية لهذه المنطقة الشاسعة، أمَّا الإخمينيون فعلاوةً على لغتهم الفارسية-التي تسمى اليوم بالفارسية القديمة-استعملوا اللغات الأكدية والعيلامية واليونانية. أما الدِّين الرَّسمي لإيران في هذا العصر فكان الدِّين الزَّرَدُشْتِي. يبدو أنَّ خشايارشا(من 486 إلى 465 ق.م) كان يَدين بهذا الدِّين. سقطت هذه الدولة (الإخمينية) على يد الاسكندر المقدوني سنة 331 ق.م.
تُسمَّى هذه المرحلة التي تمتدُّ من 1000 سنة ق.م، أي زمان دخول الإيرانيين إلى نجد إيران وحتى سنة 331 ق.م تاريخ سقوط الدولة الإخمينية، تُسمَّى في تاريخ اللغة الفارسية بمرحلة اللغة الفارسية القديمة.

اللغات الإيرانية القديمة

أدى انفصال الهنود عن الإيرانيين إلى ظهور لغتين هندية قديمة وإيرانية قديمة. ورغم أن أي أثر لم يتبق من اللغة الإيرانية القديمة التي كانت اللغة المشتركة للشعوب الإيرانية، إلا أن بقاياها-المعروفة باللغات الإيرانية القديمة-كانت منتشرة في رقعة واسعة جداً حتى زمان انهيار الإمبراطورية الإخمينية (331ق.م). ولم يتبق من اللغات الإيرانية القديمة بشكل مدون، سوى لغتين : الفارسية القديمة والأفستائية؛ ولكن لم تصلنا من اللغات الأخرى لهذه الفترة، آثار كثيرة. الفارسية القديمة: كانت الفارسية لغة الأمة الفارسية التي قد سكنت بعد دخولها إيران في الجنوب الغربي منها (محافظة فارس حالياً)، وكانوا قد أسسوا المملكة الإخمينية الكبرى بعد انهيار الأسرة الميدية (550ق.م). كان كتّاب العصر الإخميني يستخدمون اللغة والخط الآرامي للكتابة على الجلد والطين، ولكنهم بدؤوا على الأرجح في عهد حكم كوروش الثاني (المعروف بكوروش الكبير)، بإبداع خط مسماري خاص بالفارسية القديمة، حيث انتشر استعماله في عهد حكم داريوش الأول (522-486ق.م). أهم أثر وصلنا من هذه اللغة كتيبة داريوش الكبير في جبل "بيستون" ،نُقِشت هذه الكتيبة على 225 عمود من أعمدة جبل "بيستون" وبثلاث لغات هي العيلامية والأكدية والفارسية القديمة. مضمونُ هذه الكتيبة : « يقف داريوش على الطرف الأيسر، يضع رجله اليسرى على "گوماته" الملقى على صدره. يقف شخصان خلف داريوش. يقف داريوش مقابل تسعة أشخاص مُكبَّلين وقد رُبطت رقابهم إلى بعض. هؤلاء ثوارٌ كانوا قد ثاروا ضد داريوش في ولاياتٍ مختلفة. في أعلى الصورة يوجد تمثال لأهورا مزدا،و قد رفع داريوش وجهه ويده اليمنى نحوه احتراماً له»
نُقشت الكتيبة باللغة الفارسية القديمة أسفل هذه الصورة في خمسة أعمدة : العمود الأول يحتوي على 96 سطر، العمود الثاني يحتوي على 98 سطر، العمود الثالث يحتوي على 92 سطر،العمود الرابع يحتوي كذلك على 92 سطر،أمَّا العمود الخامس فيضمُّ 36 سطراً.
الكتيبة العيلامية تتوفر على روايتين، رواية جاءت في أربعة أعمدة على الناحية اليمنى من الكتيبة الفارسية القديمة والرواية الأخرى نُقشت في ثلاثة أعمدة على الناحية اليسرى من الكتيبة الفارسية القديمة.
أمَّا الكتيبة الأكدية فقد نُقشت في عمودٍ واحدٍ على الناحية اليسرى من الصورة.
استمر وجود الكتيبات باللغة الفارسية القديمة بعد داريوش حيث وصلنا عددٌ منها عن خشايارشا (من 486 إلى 465 ق.م)،و عن أردشير الأول (من 465 إلى 424 ق.م)،و عن داريوش الثاني (من 423 إلى 404 ق.م)،و عن أردشير الثاني (من 404 إلى 359 ق.م)، و عن أردشير الثالث (من 359 إلى 338 ق.م).
ويُكتب الخط المسماري للفارسية القديمة-والذي استخدم في كتابات الملوك الإخمينيين فقط-من اليسار إلى اليمين. يُعتبر هذا الخط من أبسط الخطوط المسمارية، حيث يشتمل على 36 علامة هجائية-أبجدية و8 معاجم للألفاظ، وفاصلتين للألفاظ وعدد من العاملات للأعداد.
وتتألف الألواح المكتوبة المتبقية من الملوك الإخمينيين من لغة واحدة أحياناً (الفارسية القديمة)، ومن لغتين أحياناً (الفارسية القديمة والعيلامية)، وأحياناً ثلاث لغات (الفارسية القديمة والعيلامية والبابلية)، وأربع لغات نادراً (الفارسية القديمة والعيلامية والبابلية والمصرية القديمة بالخط الهيروغليفي). الأفستائية: الأفستائية هي لغة الأفستا، الكتاب المقدس للزردشتيين. ويعد گاهان أقدم أجزائه، وهو أشعار منسوبة إلى زردشت نبي إيران القديمة، والذي كان يعيش حسب رواية، في النصف الأول من الألف الأول ق.م في خوارزم. وتسمى اللهجة المستخدمة في گاهان، يسنِ هفتها، والأدعية الأربعة المقدسة لدى الزردشتيين، باللهجة الگاهانية. وكُتبت الأقسام الأخرى من الأفستا باللهجة الجديدة.
ويرى الزردشتيون استناداً إلى التقاليد القديمة، أن الأفستا كانت قد كُتبت في عصر الإخمينيين بماء الذهب على 12 ألف قطعة من جلد البقر؛ ولكنها زالت على أثر هجوم الاسكندر المقدوني وسقوط الإمبراطورية الإخمينية. كما يرون أن الأفستا كُتب مرة أخرى في عهد بلاش الأشكاني (من المحتمل أن يكون بلاش الأول، ح 51حتى 76-80م). ثم كتبوها مرة أخرى في عهد أردشير بابكان، مؤسس السلالة الساسانية وأول ملوكها (224-240م). ولكن الدراسات الأخيرة تظهِر أن الأفستا كان ينتقل عبر الرواية الشفوية حتى العصر الساساني، ومن المحتمل أنه قد تمّ إبداع خط لكتابته في عهد حكم شابور الثاني (309-379م)، على أساس الخط الفارسي الوسيط الكتابي والخط البهلوي الزبوري يُكتب الخط الأفستائي الذي يصطلح عليه باسم «الخط الديني» من اليمين إلى اليسار ويشتمل على 53 علامة أبجدية. وحسب هذا الخط يتم الفصل بين الألفاظ بنقطة. اللغات الإيرانية القديمة الأخرى :
لم يتبق من اللغتين القديمتين الأخريين، أي الميدية (في الغرب والشمال الغربي) والسكائية القديمة (في جانبي بحر الخزر وسهول جنوب روسيا وبلاد ماوراء النهر)، سوى بضع كلمات يمثل معظمها أسماء أعلام، وذلك في اللوحات الحجرية المكتوبة للملوك الإخمينيين وكتابات المؤرخين اليونانيين. وأما اللغات الإيرانية القديمة الأخرى والتي لم يتبق منها أثر ولا يمكن الاطمئنان إلى وجودها، إلا حسب المقاييس الخاصة بعلم اللغة، فهي الفرثية القديمة ، والسغدية القديمة والخوارزمية القديمة والبلخية القديمة. باقي اللغات والخطوط في العهد القديم :
  1. اللغة والخط السومري: هي لغة مستقلة كانت رائجة في سومر جنوب العراق حالياً في الألفية الثالثة ق.م. وكانت تُكتب بالخط المسماري الذي هو من اختراع السومريين أنفسهم.
  2. اللغة والخط الأكدي: هي من اللغات السامية.كانت منتشرة في بلاد ما بين النهرين من الألفية الثالثة ق.م إلى الألفية الأولى ق.م.في حدود سنة 2000ق.م حلَّت اللغة الأكدية في سومر محل اللغة السومرية، وفي هذا العصر انقسمت اللغة الأكدية إلى لهجتين : أ/ اللَّهجة الآشورية وهي لهجة آشور شمال بلاد بين النهرين. ب/ اللَّهجة البابلية وهي لهجة بابل جنوب بلاد بين النهرين. انتشرت اللغة البابلية تدريجياً إلى أن أخذت مكان اللغة الآشورية في القرن التاسع ق.م وانتشرت في المنطقة التي تُسمَّى حالياً بمنطقة الشرق الأوسط كلغة دولية. أخذت اللغة الآرامية تدريجياً خلال القرنين السابع و السادس ق.م مكان اللغة البابلية. لكن هذه الأخيرة استمرت في التواجد إلى حدود أوائل العهد المسيحي إلى أن تُركت كليا.كُتبت اللغة الأكدية بخط اقتُبس من السومرية،كان يشتمل هذا الخط على 600 علامة للدَّلالة على الكلمات والهجاءات.
  3. اللغة و الخط العيلامي: هي لغة مستقلة كانت منتشرة ورائجة في عيلام (خوزستان حالياً).كُتبت الآثار التي وصلتنا عنها بالخط المسماري الذي اقتُبس من الخط السومري. ترجع هذه الآثار إلى ثلاثة مراحل :
  • من أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد.
  • من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن ق.م، سُميت اللغة التي كتبت بها آثار هذه المرحلة باللغة العيلامية القديمة.
  • من العهد الإخميني، من القرن السادس إلى القرن الرابع ق.م، وسُميت اللغة التي كتبت بها آثار هذه المرحلة باللغة العيلامية الجديدة.
أكثر كتيبات الملوك الإخمينيين بما فيها كتيبة داريوش في جبل بيستون كُتبت بلغات ثلاثة: الفارسية القديمة والأكدية والعيلامية.


الفارسية الوسيطة (الپهلوية)

الفارسية الوسطى هي أحد الأشكال المتطورة عن الفارسية القديمة تم استخدامها في عهدين : عهد الإمبراطورية البارثية Parthian Empire خلال (248 ق.م – 224 م) ثم في أيام الإمبراطورية الساسانية Sassanid Empire خلال (224–651 م ). غالبا ما يشار للفارسية الوسطى بتسمية (بهلوية) حيث كانت تكتب بكتابة تحمل نفس الاسم : كتابة بهلوية، وهو نمط كتابة مقطعي مأخوذ من الأبجدية الآرامية، فيما كانت الفارسية القديمة تستعمل الخط المسماري السومري.
خلال هذه الفترة تم تبسيط مورفولوجيا اللغة من الاقتران القواعدي Grammatical conjugation و نظام الاشتقاق declension للفارسية القديمة إلى مرفولوجيا كاملة التنظيم و نحو متماسك لتنظيم الفارسية الوسطى .
ترافقت البهلوية مع عدة لغات إيرانية و لهجات خلال المنطقة التي تنتشر فيها الشعوب الإيرانية مثل اللغة الأفستية ، السوغديانية Sogdian ، الباكتريانية Bactrian ، الخوارزمية Khwarezmian ، الساكا Saka . تأثيرات البهلوية دخلت لاحقا في عدد من اللغات مثل العربية و اللاتينية و اللغة الهندية و الأرمنية و الجورجية و غيرها .
لكن تبقى العينات والآثار الموجودة من هذه اللغة نادرة. بعض الباحثين مثل الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: "كل ما هناك نقوش علي بعض الصخور والاسوار تظهر ان اللغة البهلوية لغة ناقصة للغاية. لا توجد في جميع هذه النقوش الصخرية 200 كلمة بهلوية يمكن ان نستخدم كلمتين منها للتعبير عن قضايا ثقافية وفنية ودينية جدية. فكل هذه الكلمات هي كلمات بسيطة يومية لا توجد فيها لا حكمة ولا ادب"[3].
تبقى بعض الآراء تشكي من أن الفارسية الوسطى كانت لغة ضعيفة من ناحية المفردات و التعبير ، بعض الدراسات والبحوث التي قام بها الأوروبيون (بل الإيرانيون أنفسهم خاصة بعد قيام الثورة) تظهر أن الفرس وقبل الفتح الاسلامي لبلادهم لم يعرفوا الأدب الرفيع، خاصة الشعر. حيث لم يتجاوز أدبهم الشعري بعض الأشعار الفولكلورية البسيطة والمعروفة باسم "الفهلويات"[4].

الفارسية الحديثة

حين‌ دخل‌ الإسلام‌ بلاد فارس كانت‌ اللغة‌ الإيرانية‌ الشائعة‌ هي‌ اللغة‌ البهلوية‌ وهي‌ من‌ أهم‌ اللغات‌ الإيرانية‌ الوسطى‌ التي‌ كان‌ قد تم‌ بها تسجيل‌ الكثير من‌ الآثار الزرادشتية‌ وتعاليمها، كما تم‌ نقل‌ كتاب‌ "الأفستا" إلى لغتها. وعند دخول‌ الإسلام‌ وامتداد‌ الفتوحات‌‌ إلى‌ إيران‌، ظهر الإسلام‌ في‌ صورته‌ العربية‌ لغة‌ وطبيعة‌ وحكما، فكان‌ ذلك‌ عاملا في‌ دخول‌ اللغة‌ العربية‌ في‌ صلب‌ اللغة‌ الفارسية‌ الحديثة‌ وتغلغلها فيها. ولكن‌ تأثير الإسلام‌ كان‌ عميقا في‌ نفوس‌ الإيرانيين‌ وفي‌ أفكارهم‌ ولغتهم‌ لأن‌ الحضارة‌ اليونانية‌ وطابعها لم‌ تستطع‌ أن‌ تتجاوز المظاهر والشكل‌ والقشور من‌ حياة‌ الإيرانيين‌، أما الشريعة‌ الإسلامية‌ فقد تغلغلت‌ في‌ ذلك‌ الحين‌ بشكل‌ ملحوظ‌ في‌ إيران‌ "إن‌ الحقيقة‌ هي‌ أن‌ الإسلام‌ يشيع‌ وينتشر في‌ أية‌ أمة‌ يشغل‌ الدين‌ منها كل‌ فراغها ويحتل‌ جميع‌ نفوسها بحيث‌ لا يبقي مجالا‌ للتفكير في‌ شي‌ء آخر من‌ الشؤون‌ المدنية‌ والاجتماعية‌ غير الدين‌".
هي اللغة الفارسية التي برزت بعد فترة من الفتح الإسلامي لإيران. وبدأت في الظهور في القرن الثاني إلى الرابع الهجري (يوجد خلاف) بعد عصر طويل من السكوت (أي عدم الكتابة بالفارسية). يقول پورپيرار: "لم يكن في عهد ابن مقفع -أي في الحقب الأولى للقرن الثاني الهجري- أي شيء مكتوب باللغة الفارسية... كما أن أول نماذج للغة الفارسية الجديدة ظهرت في القرن الرابع الهجري". وتمتاز هذه الفارسية بتأثرها الكبير باللغة العربية. كما أنها تأثرت بلغات أخرى كالتركية.
الفتح الإسلامي لفارس كان بداية جديدة لتاريخ فارس الحديث لغة و شعرا . فقد شهدت في فترة لاحقة عددا كبيرا من الشعراء و الأدباء الذين استخدموا الفارسية كلغة تعبير أدبية ، بالتالي أصبحت الفارسية اللغة المسيطرة في المناطق الشرقية من العالم الإسلامي مثل فارس و أفغانستان و شرقي الهند الذي عرف لاحقا بباكستان إلى جانب الأوردية . الفارسية اعتمدت كلغة رسمية في أيام السامانديون ، الامبراطورية المغولية ، التيموريون ، الغزنويون ، السلاجقة ، الصفويون .
يقول الباحث الإيراني يوسف عزيزي: "ازدهرت اللغة الفارسية وترعرعت في أحضان الأبجدية العربية بعد الفتح الإسلامي لإيران. وقدمت شعراء ومتصوفين ومفكرين عظاماً، خلافاً لما قبل الاسلام حيث لم تقدم اللغة البهلوية ـوهي لغة البلاط عند الأكاسرةـ أي اسم بارز في مختلف مجالات المعروفة وخاصة الشعر والأدب... ويبدو أن اللغة البهلوية كانت لغة ركيكة وضعيفة لم تنتج أدباً أو ثقافة رفيعة. وهذا ما يعترف به العديد من المؤرخين الإيرانيين... ويذكر المؤرخون الإيرانيون أن بعض قصائد سعدي هي انتحال وترجمة حرفية لبعض قصائد أبي الطيب المتنبي. حتى فردوسي ورغم عنصريته وتجنبه استخدام المفردات العربية، لم يتمكن من الاستغناء عن اللغة العربية، حيث شكلت مفرداتها نحو 30% من مفردات ملحمة الشاهنامة. ومنذ القرن الثامن الهجري (14 ميلادي) ... شهد الأدب الفارسي انحدارا ـ بل وانحطاطا ـ لم ينج منه إلا في الآونة الأخيرة"[5].
استعارت الفارسية من اللغة العربية الكثير من تراكيبها و مفراداتها و لاحقا استفادت من اللغة المغولية عند سيطرة الإمبراطورية المغولية و من ثم التركية . بالمقابل دخلت العربية العديد من المفردات العربية خاصة تلك المتعلقة بالتنظيمات الإدارية التي اقتبست عن الفرس. من أشهر الأمثلة كلمة ديوان .
تعتبر أكاديمية اللغة و الأدب الفارسية في إيران المسؤولة عن تنظيم إدخال مفردات جديدة للغة الفارسية أو اقتراح مرادفات فارسية لها خصوصا في النواحي التقنية و المصطلحات العلمية الجديدة. ويوجد لها نظير في أفغانستان كذلك (الأكاديمية الأفغانية للعلوم)، مع اختلاف بين لغتي الداري (الفارسية التقليدية المستعملة في أفغانستان) والفارسية الإيرانية (معدلة، خاصة مؤخرا زمن الشاه).
يقول الباحث الإيراني يوسف عزيزي: "لقد أثرت الثقافة العربية في الثقافة الفارسية، عبر العصور. وكان للأدب العربي تحديدا، تأثير مهم في الادب الفارسي كما وكان للغة العربية أيضا، دور في إغناء اللغة الفارسية بالمفردات المتعددة. فهناك نحو 60% من اللغة الفارسية مفردات عربية، أو عربية الجذور. و يمكن القول أن تأثير اللغة العربية في اللغة الفارسية، يشبه تأثير اللغة الرومانية في اللغة اللاتينية. و كوني باحثا في الادب الفارسي، وفي الادب العربي، باستطاعتي القول ان الادب الفارسي لم يكن له وجود بارز قبل الاسلام، وقد أصبح له هذا الوجود، وهذا البروز بعد الاسلام، فنتيجة لتمازج الثقافتين الفارسية و العربية، الذي انتج عندنا شعراء و مفكرين وأدباء كبارا، مثل حافظ الشيرازي و سعدي الشيرازي و ناصر خسرو البلخي وفي مجال الفلسفة الملا صدرا و ابن سينا و الفارابي و الغزالي. وكلنا يعلم ان شاعرا مثل حافظ الشيرازي وهو من أعظم شعراء الفرس والعالم، كان يعرف و يقرأ ويستوعب الشعر الجاهلي، وشعر العصر العباسي و الأموي، وكان يعرف القرآن وحافظا لآياته. وقد كتب قصائد عربية أيضا، وحذا حذوه في ذلك سعدي وناصر خسرو والبلخي. ومن المعروف أن سعدي الشيرازي زار الدول العربية في القرن السابع الهجري، منها لبنان وسوريا والحجاز والعراق، وله في هذا الرحلات كتابات مهمة".
ويقول كذلك: "تضم اللغة الفارسية الحديثة نحو 20% من المفردات التركية و الانجليزية و الفرنسية، و 60% من المفردات العربية. و تصل أرومة المفردات الباقية في اللغة الفارسية إلى اللغة البهلوية. وينشد شعراء اللغة الفارسية، قصائدهم وفقاً لأوزان الفراهيدي".
بخلاف الامبراطوريات الفارسية قبل الإسلام، التي تكلمت الآرامية. تطورت بشكل كبير هذه الامبراطورية الفارسية الإسلامية إلى استخدام الفارسية باعتبارها لغة الدولة والثقافة العالية لمدن آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية. وهكذا، بينما الإسلام هو سبب الجماعية العربية تأثير على اللغة الفارسية ، وهو أيضا سبب انتشار الفارسية خارج إيران لأول مرة في التاريخ. ولهذا السبب، ما زالت تحدث الفارسي بين غير الايرانيين في أفغانستان والهندي لهذا اليوم الكثير قرض الكلمات الفارسي. معظم قرض الكلمات العربية الهندي بدا في ذلك عن طريق اللغة الفارسية[2].


الأدب الفارسي

شهد الخطاب الأدبي الفارسي بعد الإسلام فترات مختلفة:
  1. ) من القرن الاول حتى القرن الثاني الهجري. استغرقت قرنين من الزمن. أي منذ الفتح الاسلامي للامبراطورية الفارسية، وحتى ظهور أول قصائد باللغة الفارسية الحديثة في ولاية خراسان على يد وصيف السكزي. اشتهرت هذه الفترة بـ"قرنين من الصمت" للغة الفارسية، حيث كان الشعراء الفرس ينشدون الشعر باللغة العربية في تلك الفترة. ويعزو المؤرخون هذا الصمت إلى اندهاش الفرس و حيرتهم اثر الضربة العسكرية الهائلة التي تلقوها من العرب المسلمين في النصف الأول من القرن السابع الميلادي.
  2. ) من القرن الثاني إلى القرن الرابع. فترة انبثاق الحركة الشعوبية في خراسان التي كانت تعارض الخلفاء الامويين و العباسيين. حيث اخذت منحاً عنصرياً معادياً للعرب. يقول يوسف عزيزي: "دأبت الحركة الشعوبية الفارسية على اختراع اللغة الحديثة (فارسي دري) التي لا تمتّ بصلة بما يسمى باللغة الفارسية القديمة أو الوسطى إلا القليل جداً. أي أن الفرس حالياً لا يعرفون بتاتاً أي شيء عن اللغة البهلوية، ولا يستطيعون قراءة أي عبارة -ولو صغيرة- من تلك اللغة المندرسة".
  3. ) من القرن الرابع إلى القرن الثامن. تأثر الأدب الفارسي (ومن قبله اللغة الفارسية) بشدة باللغة العربية. وبلغ الأدب الفارسي عصره الذهبي خلال تلك الفترة، لم يبلغ تلك الذروة أبداً فيما بعد.. ولا نرى خلال هذه الفترة المزدهرة حتى مفردة واحدة ضد العرب، بل مدحا و تبجيلا لثقافتهم و أدبهم و دينهم. حيث بلغ الامر بناصر خسرو البلخي في إحدى قصائده أن يفضل العرب على العجم و يتمنى أن يكون عربياً.
  4. ) من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ( أوائل القرن العشرين الميلادي). شهد الأدب الفارسي عصر انحطاط خلال هذه الفترة.
  5. ) من أوائل القرن العشرين الميلادي و حتى الآن. خلال هذه الفترة بدأ الأدب الفارسي ينتعش مجدداً متأثراً بالأدب الأوربي، إلا أن العنصرية ضد العرب بلغت أشدها في هذه الفترة.


كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟

كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟ أصبح   الطلب على الطاقة   في العالم ينمو بسرعة، بسبب الانفجار السكاني والتقدم التكنولوجي...