السبت، 4 أبريل 2020

مفهوم المحاسبة

مفهوم المحاسبة

اذهب إلى التنقلاذهب إلى البحث

المحاسبة (بالإنجليزية: Accounting)‏ هي تسجيل وتبويب المدخلات والعمليات التي تمثل الأحداث الاقتصادية وفق نظام معين، المعلومات المالية المستخدمة بشكل أساسي منالمدراء والمستثمرين والجهات الضريبية ومتخذي القرارات الآخرين، بهدف توزيع الموارد ضمن المؤسسات والشركات أو المنظمات أو الحكومة. تم اشتقاق اسم المحاسبة من استخدام كلمة الحساب مالي.

المحاسبة هي العلم الذي يدرس القياس والإيصال والتفسير للنشاطات المالية وذلك من خلال تسجيل وتبويب وتلخيص العمليات المالية والعرض والإفصاح عن المعلومات المالية من خلال قوائم مالية تعد عن فترات زمنية محددة (غالبا ربع سنوية). كذلك تعرف المحاسبة بأنها "لغة الأعمال".

تاريخ المحاسبة:

تعود أصول علم المحاسبة إلى عصر الحضارات القديمة، مثل الحضارات الفرعونية، والإغريقية، والرومانية، حيث كانت المحاسبة عبارة عن نشاط ينصب على "التسجيل ومسك الدفاتر" " RECORD AND BOOK-KEEPING " يطلق عليه التحاسب. ففي العصور القديمة كان الأغنياء يعطون بعض الأفراد الحق في إدارة مواردهم الزراعية والاقتصادية على أن يقوم هؤلاء الأفراد بتسجيل الوارد والمصروف من هذه الموارد مع إصدار كشف حساب "account" يوضح كيف يتم إدارة هذه الموارد. أي أن فكرة التحاسب على الموارد الاقتصادية بين من يمتلك تلك الموارد ومن يقوم بإدارتها ظهرت منذ فترة طويلة. تم اكتشاف نظام القيد المزدوج المستخدم حاليا يعود للإيطالي وعالمالرياضيات لوقا باشتيلو في عام 1494 .

أهداف المحاسبة:

هدف المحاسبة بشكل عام هي توفير المعلومات المالية وأهم هذه المعلومات:
  1. تحديد نتيجة نشاط الوحدة الاقتصادية خلال فتره زمنية معينة (ربح أو خسارة).
  2. تحديد المركز المالي للوحدة الاقتصادية (الشركة) والذي يتمثل في مصادر الأموال الوحدة من أين حصلت عليها وإستخدامات هذه الأموال في تاريخ نهاية هذه الفترة الزمنية المعينة.
  3. معرفة وحساب صافي التدفقات النقدية للوحدة الاقتصادية خلال نفس الفترة الزمنية المعينة.
  4. تسجيل جميع عمليات الوحدة الاقتصادية.
  5. توفير وسيلة للرقابة على العمليات المالية للوحدة الاقتصادية بالأخص التعاملات النقدية.

فروع المحاسبة:

إذا كانت الشركة توزع بياناتها المالية للجمهور، وكان المطلوب أن تتبع مبادئ المحاسبة المقبولة عموما في إعداد تلك البيانات. علاوة على ذلك، إذا كان يتم التداول في أسهم الأوراق المالية للشركة، والقانون الاتحادي يتطلب مراجعة القوائم المالية للشركة من قبل محاسبين عموميين مستقلين. ويجب على كل من إدارة الشركة والمحاسبين المستقلين تثبت أنه تم إعداد البيانات المالية والملاحظات المتصلة بها على البيانات المالية وفقا لمبادئ المحاسبة المقبولة، وتتنوع فروع المحاسبة لعدة فروع وكل فرع منها له أهميته في المنشأة، وفي العادة فإن خصوصية المنشأة (صناعية، حكومية، مصرفية إلى آخره) تحتم على التركيز على أحد هذه الفروع، ومن أهم فروع المحاسبة ما يلي:

المحاسبة المالية:

المحاسبة المالية هي إحدى فروع المحاسبة التي تعني بتقديم وعرض المعلومات المحاسبية التاريخية عن الوضع المالي (قائمة المركز المالي)، والأداء المالي (قائمة الدخل)، والتدفقات النقدية وفقاً لجملة من المعايير المحاسبية.

المحاسبة الإدارية:

على العكس من ذلك، المحاسبة الإدارية هي معلومات تستخدم داخل المؤسسات أو الشركات وتكون غير معلنة (سرية) ولا يمكن الوصول لها أو الاطلاع عليها إلا من عدد قليل من المستخدمين من متخذي وصناع القرار غالباً. وتعنى بشكل رئيسي بجزئين الأول هو تأمين التمويل اللازم للشركة بأقل تكلفة ممكنة سواء بطرح السندات أو الأسهم (أي إما بالاقتراض أو بزيادة رأس المال) والجزء الثاني هو ضبط النفقات بما يوازن بين أهداف الشركة والموارد المالية المتاحة من خلال تطبيق الموازنات التخطيطية ودراسة الانحرافات الفعلية عنها ونتائج هذه الانحرافات على أداء الشركة المالي والتشغيلي.

محاسبة التكاليف:

محاسبة التكاليف هي فرع من فروع المحاسبة تهتم بتجميع وتسجيل وتبويب بيانات التكلفة بهدف توفير معلومات عن التكلفة تستخدمها الإدارة لأغراض التخطيط والرقابة والتسعير واتخاذ القرارات، كما تساعد في إعداد القوائم المالية للجهات الخارجية.

المحاسبة الضريبيةوهي المحاسبة اللازمة للتطبيق والالتزام بالتعليمات والقوانين الضريبية. أو هي مجموعة الدفاتر والأوراق ذات الطابع المالي للمؤسسات والتي تربط علاقة الشركة مع الجهات الرسمية التي تعنيها إيرادات المؤسسات وكيفية حساب دخول الأفراد والمؤسسة ومقداره.

المحاسبة الحكومية:

هي أحد فروع المحاسبة وتهتم بدراسة المبادئ التي تحكم عمليات التقدير والتسجيل والتقرير المحاسبي عن الأنشطة التي تقوم بها الحكومة. وهي أداة المديرين الحكوميين لأغراض الرقابة على الإيرادات والنفقات الخاصة بالوزارات ووحداتها المختلفة، وتعرف بالموازنة العامة للدولة. وهي الأرقام التقديرية المعتمدة لمصروفات الدولة وإيراداتها لمدة معينة قادمة تكون عادة سنة. وتشمل جميع النفقات العامة التي يسمح للحكومة بإنفاقها في شتى المجالات كالخدمات العامة والأمن والدفاع والعدالة والمشروعات الإنتاجية.

المحاسبون:

ممارسو مهنة المحاسبة يسمون بـ المحاسبين. وهناك العديد من الجهات المهنية للمحاسبين حول العالم. يمنح الكثير من الجهات المحاسبية ألقاباً للأعضاء أو حسب مستوى التأهيل. مثلاً محاسب قانوني معتمد (ACCA or FCCA)، محاسب قانوني (FCA، CA or ACA)، محاسب إداري (سي إم إيه، FCMA or AICWA)، محاسب عام معتمد Certified Public Accountant، محاسب قانوني معتمد Certified General Accountant، وشهادة مدقق داخلي معتمد CIA، وشهادة محاسب محترف معتمد CPA، وشهادة محاسب إداري معتمد CMA.

المحاسب القانوني:

المحاسب القانوني هو شخص يهدف لإعطاء الرأي في عدالة القوائم المالية وتشمل التعامل مع حسابات المنشآت بجميع أنواعها من كافة كل ما يخص تمويلها ومراقبة تكاليفها وأوجه الصرف وموارد التحصيل ودراسات جدوى المشروعات، والمحاسب القانوني يمكنه التعامل مع الغير باسم المنشأة متى كان له توكيل بذلك منها الضرائب والتأمينات الاجتماعيةوالبنوك ويعتبر المحاسب القانوني متهم بالتجريم في حالة تعمد إصدار معلومات مضللة وغير صحيحة. أما المحاسب القانوني المعتمد (بالإنجليزيةCertified Public Accountant/CPA)‏ هي شهادة تم تصميمها من قبل معهد المحاسبين القانونيين المعتمدين بالولايات المتحدة (PANIC) و الذي يعمل علي تحديد المحتوي العلمي الخاص بمناهج الشهادة كما يقر ويعتمد مختلف المناهج الصادرة عن الناشرين وينظم وينسق الامتحانات مع مراكز الاختبار في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، لإضفاء صفة الاعتماد المهني العالمي للعاملين بالمجال التدقيق مفصلة: تدقيق مالي
التدقيق هو تخصص مستقل بذاته يقوم به من ألم من المحاسبين من خلال الخبرة العلمية والعملية بمعرفة هذه المهنة جيدا، لأنه وبالضرورة سيقوم بتقييم ومراقبة غيره من المحاسبين في وحدة ما والخروج بتقارير لفترة زمنية ما، وبالتدقيق يوجد فرعان أساسيان: التدقيق الداخلي والتدقيق الخارجي.
  • التدقيق الخارجي: هو عملية يقوم بها المدقق الخارجي المستقل بفحص القوائم المالية والسجلات المحاسبية بهدف إعطاء رأي عن مدى عدالة القوائم المالية والحسابات وإلتزامها بمعايير المحاسبة المقبولة عموماً، (بالإنجليزية:Generally Accepted Accounting Principles GAAP)‏ لو معايير التقارير المالية الدولية (بالإنجليزيةInternational Financial Reporting Standards IFRS)‏.
  • التدقيق الداخلي: يقوم به المدقق الداخلي وهو موظف ضمن الشركة ويهدف لتزويد بمعلومات لاستخدام الإدارة. وغالباً تكون معلومات التدقيق الداخلي للاستخدام داخل الشركة وليس خارجها.
المحاسبة تهدف لإيجاد تقارير مالية عادلة ومفيدة للمدراء من الجهات الحكومية والتنظيمية وغيرهم من الأطراف ذوي العلاقة، مثل المساهمين والدائنين أوالملاك.

مسك الدفاتر:

مسك الدفاتر (بالإنجليزيةbookkeeping)‏ هو القيام بتسجيل العمليات المحاسبية في دفتر اليومية بشكل يومي، وتبويبها من خلال تخصيص رقم لكل قيد وتدويره وترحيله إلى دفتر الأستاذ العام.
ومن الجدير بالذكر أن هناك اختلافا في الناحية العملية والشكلية ما بين الدفترين، ففي الأول يتم تسجيل جميع القيود دون الفصل ما بين طرفي القيد المدين والدائن، بينما في دفتر الأستاذ العام لكل جانب صفحة مرقمة برقم مخصص لها يذكر في دفتر اليومية.

المحاسبة في الشركات المالية الإسلامية:

بسبب الخصوصية التي تتمتع بها الشركات المالية الإسلامية من ناحية الأنشطة التمويلية والتشغيلية، كان لا بد من وجود مبادئ ومعايير شرعية ومحاسبية خاصة بهذا النوع من الشركات المالية، لضمان بقاء عملها ضمن ضوابط الشرع الإسلامي الحنيف. كما أن المراجعة في هذه الشركات لا تقتصر على عدم وجود أخطاء جوهرية في البيانات المحاسبية ولكن من ضمن مهام التدقيق المحاسبي ضمان أن هذه الشركات طبقت متطلبات وقرارات الهيئة الشرعية الخاصة بهذه الشركات. ولذلك ظهرت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية في العام 1990 في البحرين بادرةً لتوحيد معايير المحاسبة المتبعة في الشركات المالية الإسلامية سواءً كانت بنوكا أو شركات تأمين أو وساطة مالية أو تمويلا صغيرا أو أي نشاط مالي آخر.

شهادات مهنية في المحاسبة:

إن كل دولة تحدد هيئة تقوم بمنح شهادة محاسب قانوني، تخول صاحبها ممارسة المحاسبة القانونية على أراضيها. وأشهر هذه الشهادات هي شهادة المحاسب القانوني المعتمد محاسب قانوني معتمد الأمريكية وشهادة محاسب قانوني(Chartered Accountant) البريطانية وشهادة المحاسب المحترف المعتمد البريطانية CPA. كما أن هناك شهادات تتبع لمختلف مجالات المحاسبة والتدقيق منها:

التداخل اللغوي بين اللغتين الأرمنية والعربية

التداخل اللغوي بين اللغتين الأرمنية والعربية 

لقد تأثرت اللغة الأرمنية بلغات جيرانها من الشعوب المعاصرة الآشورية واللاتينية والفارسية والعربية والتركية والكردية وغيرها.
إن التداخل بين اللغة الأرمنية والعربية يعود الى التداخل بين العرب والأرمن وطبيعة العلاقات العربية الأرمينية التاريخية التي تعود إلى الفتح العربي لأرمينيا في القرن السابع الميلادي بعد العصرين الأموي والعباسي في أرمينيا.
وينبغي الاشارة الى هجرات القبائل العربية التي جرت الى أرمينيا، في العهد الأموي، وفي العهد العباسي. وبدأ التداخل في الكثير من المجالات، حتى أن المؤرخ الجغرافي ابن حوقل قال انه حين زار أرمينيا وجد أن سكانها العرب يتكلمون اللغة الأرمنية ويتقنونها الى حد بعيد.
فقد استعملت اللغة العربية للتواصل مع العالم الإسلامي من أجل تعزيز العلاقات التجارية والبدلوماسية.
ومن جهة أخرى، تجدر الاشارة الى أنه مع الفتح الإسلامي لأرمينيا في عام 640-650 م. شهدت تلك القرون حركة ترجمة متبادلة جراء التبادل الثقافي بين الشعبين الأرمني والعربي.
كان الوضع مشابهاً على الصعيد الفكري والفلسفي، حيث اهتم المفكرون والفلاسفة الأرمن والعرب على حد سواء بالثقافة والعلوم، واتسمت الفلسفتان الأرمنية والعربية بسمات كثيرة مشتركة.
وتشير إحدى النظريات أن اللغة الأرمينية استعارت من اللغة العربية قبل الفتح العربي للأراضي الأرمينية وقبل بداية الاتصال المباشر مع الأرمن في القرن السابع.
ويزعم بعض اللغويين الأرمن أن هناك حوالي مئتي كلمة مستعارة من اللغة العربية قبل الإسلام، ولكن لا نملك أية أدلة لدعم هذه النظرية، خاصة مع وجود مصادر مجهولة للكثير من الكلمات العربية والسريانية، والجذور المشتركة السامية لهاتين اللغتين والطرق المختلفة التي استعيرت الكلمات العربية عن طريقها. مثلاً تضارب أصل الكلمات العربية المستعارة في الأرمينية عن طريق اللغة الفارسية، هل هو عربي، سرياني أم فارسي؟!
اذاً، لا وجود لكلمات عربية في الأدب الأرميني المكتوب، ولا نجد إلا عدداً قليلاً من الكلمات العربية المستعارة في المرحلة الأولى للعلاقات العربية الأرمينية حين بدأ الاحتكاك المباشر بين الشعبين إبان الفتح العربي لأرمينيا واستمر تقريباً ثلاثة قرون من نهاية القرن السابع حتى مطلع القرن العاشر.
والدليل على ذلك، نصوص المؤرخ الأرمني سيبيوس (في القرن السابع) التي لا تحتوي على كلمة عربية واحدة إلا الأسماء العربية، بينما استخدم المؤرخ غيفوند (من القرن الثامن) أسماء وألقاب عربية.
ينبغي الاشارة الى أنه حين ظهرت اللغة الأرمنية في مملكة كيليكيا، قاوم الكتاب الأرمن الاستعارة في النصوص الأرمنية الكلاسيكية، وابتعدوا عن الكلمات والمبادئ الأجنبية في كتاباتهم، باعتبار الأرمنية هي اللغة الرسمية للمملكة الأرمينية في كيليكيا.
وربما لأن الكلمات المستعارة كانت تتعلق بالمجالين الاجتماعي والثقافي في الحياة اليومية العادية، ولم تدع الحاجة لاستخدامها في النصوص الدينية والفلسفية والعلمية.
لكن في الأدب المكتوب بهذه اللغة نجد عدداً كبيراً من الكلمات العربية المستعارة. ويعتقد أن الكثير من هذه الكلمات تمت استعارتها قبل القرن العاشر، ولاحقاً أدخلت كلمات عربية جديدة إلى اللغة الأرمنية بعد القرن الثاني عشر، عندما اتصل الأرمن بالعرب في كيليكيا وفي شمال ما بين النهرين، كما حدث عن طريق اللغة الفارسية وترجمة الكتب العربية إلى الأرمنية.
في تلك الفترة، شكلت أسماء النباتات الجزء الأكبر من الاستعارة، في ترجمة الكتب إلى الأرمينية مثل (بابوناج، بقلة، زنجبيل، زعرور، زعفران)، والجزء الثاني هو المصطلحات الطبية: أولاً: الأمراض (ذبحة، زكام)، ثانياً: التشريح (عضلة، أحشاء، أجواف، غدة، مستقيم، شريان، إلخ …) ثالثاً: العلاج (معجون، شراب، حب، إلخ ….)، ويضم الصنف الثالث الحيوانات، خصوصاً الخيل، عصم، أدهم، مبطن، كميت، عقرب، زرافة، تمساح، حلزون، بقرة، ببغاء…
وكذلك الكلمات من علم الفلك والكيمياء، بالإضافة إلى عدد كبير من الكلمات في الدين والحكومة والأدوات، والمناجم، والمأكولات، والملابس، والتجارة، والزراعة، إلخ.
إن دراسة تلك الكلمات والتسلسل الزمني لها في سياقها الثقافي المناسب توضح الجوانب والمظاهر الدقيقة للتأثيرات الثقافية والتفاعل بين اللغتين العربية والأرمنية.
ومن المهم العودة قليلاً الى فترة الفتح العربي لأرمينيا، لتوضيح العلاقات الوطيدة. فحين تولى معاوية بن أبي سفيان الخلافة أعاد حبيب بن مسلمة الفهري الى أرمينية على رأس جيش من أهل الشام. وكان الخلفاء الأمويين يعينون بطريقاً أرمينياً يشرف على أمور أرمينية الداخلية، وعاملاً عربياً يشرف على تحصيل الضرائب وصد الهجمات.
ويقول المؤرخ سيبيوس أن الامير تيودور رشدوني وقّع في أواخر القرن السابع عام 652 م معاهدة صلح مع معاوية، ما وطد العلاقات بينهما، وعزز الحلف العربي الأرمني؛ حين منح العرب آنذاك إدارة ذاتية للمملكة الأرمنية، وتوطدت العلاقات السياسية بين الخلفاء والملوك. وكان الملوك الأرمن يلحقون فرقاً من جيوشهم بالجيوش العربية عندما يقوم الخلفاء بالفتوحات.
من الطبيعي أنه يكون لهذا إسقاطاته على المجال الثقافي واللغوي أيضاً.. فهنا يتوضح تأثير الثقافة العربية في الثقافة الأرمنية.
ويؤكد اللغوي نرسيس مكرديجيان أن ما يشاع عن التماس الأولى بين العرب والأرمن جرى فقط في الأربعينيات من القرن السابع الميلادي ولذلك التداخل اللغوي لم يجري سوى بعد القرن السابع.
الا أنه قبل فتوحات العرب لأرمينيا وبدءاً من القرن الخامس دخلت العديد من المفردات العربية في اللغة الأرمنيية ووقائعها. لكن التماس المباشر جرى بعد القرن السابع. فالمؤرخون الأرمن عرفوا العرب كجيران لهم قبل الفتوحات.
تشهد المصادر الأرمنية وكذلك الغربية على توطد العلاقات العربية الأرمينية بعد عام 640 م.
ويؤكد المختصون أنه لم تكن هناك أي مشكلة للتواصل بين العرب والسريان الذين يتبعون لعائلة اللغات السامية، ولذلك اختلاط تلك اللغات شكل لغة جديدة سميت السريانية –العربية. وهنا يبدو جذور دخول الكلمات السامية الى اللغة الأرمنية.
مع عدم وجود أي تدوينات لأي استعارات من السريانية والآشورية والعربية سوى في اللغة المحكية وليست الشعبية بل اللغة المحكية في الأوساط الرسمية والمكتبية، أما الاستعارة من اللغة العربية فتمت كتابياً بعد عدة قرون ولا تشير الى الصورة الحقيقية للغة المحكية. لذلك يفصل اللغويون الأرمن بين الاستعارة من السريانية والعربية، وتلك التي تمت استعارتها من السريانية-العربية التي تأثرت بها اللغة الأرمنية المحكية. وتمت بشكل أوسع خاصة في المناطق هاجن وزيتون ومرعش وغيرها..
وهنا يركز اللغويون على أصول بعض الكلمات الأرمنية إن كانت عربية أم أكادية. مثل السفرجل بالأرمنية “سيرجيفيل”. فأصول الكلمة ليست سامية لذلك يوضحون أن العديد من الكلمات الأكادية هي أصل للكلمات الآشورية والأرمنية والعربية، بذلك دخلت كلمات غير سامية الى الأرمنية ولغات شعوب أخرى.
لنركز على الكلمات التي دخلت الأرمنية قبل الفتوحات العربية بـ200-250 عام، والتي انتقلت من اللغة السريانية العربية، أو من اللغة العربية فقط، مثل:

– راي=العلم –الراية واستخدمت في كتابات “فوسكيبيران” بكلمة (رايك)،
– الصَيق= الغبار الملتف-الريح، بالأرمنية (سيك كامي)
– شيل شال =رفع –بالأرمنية (شالاك)
– عطشان – بالأرمنية (أدشيال)
– مهجع=السرير بالأرمنية (ماهجاكال)
– أحمق – بالأرمنية (أخماخ)
– ساحر – بالأرمنية (سخرالي)…

تاريخ اللغة التركية القديم والحديث

تاريخ اللغة التركية القديم والحديث

تعدُّ اللغةُ التركية الأناضولية أو الإسطنبولية جزءًا من اللغات التركية، التي لطالما أحاط الغموضُ تاريخَها، ولا يزال العلماءُ حتى يومنا هذا مختلفين بشأن أصولها، إلا أن عددًا كبيرًا منهم يرى بأنها تنتمي للغات الألطية التي تعود تسميتُها إلى جبال التاي في شرق آسيا، وتشملُ اللغات التركية والمنغولية والمنشورية، بالإضافة لاعتقاد الكثيرين بأن اليابانية والكورية تعدّ لغاتٍ ألطية كذلك.
اختلف العلماءُ حول تأريخ اللغات التركية، فالبعضُ يرجعها إلى 5000 سنة والبعض الآخر إلى 8000 سنة وأكثر، إلا أن التغييرات الكثيرة التي جرت عليها جعلت من اللغات التركية القديمة غير مفهومة بالنسبة للشعوب التي عاشت في فترة ما بعد الميلاد. وتعد التركية الأناضولية والتي ترجع أصولها إلى فترة دخول السلاجقة بلاد الأناضول، أقدم لغة تركية شبيهة بتركية القرن الواحد والعشرين عثر على مخطوطاتٍ كتبت بها.
وفي سنة 1070 للميلاد ألّف الفيلسوف التركي يوسف خاص حاجب كتابًا في النصيحة والأخلاق، اعتبره المؤرّخون أقدم نصٍّ تركي مكتوب كتابة متكاملة حتى الآن. وفي نفس تلك الفترة قام محمود الكاشغري، بنشر أول قاموسٍ تركي شامل، ويعدّ الكاشغري أحد اللغويين التُّرك من خانية القرة خانة، وقد وُلد في تركستان الشرقية وعاش حياته في العراق ونشر قاموسَه فيها.
اعتنق التُّركُ الإسلام في منتصف القرن العاشر وكان في مقدمة معتنقيه أهل خانية القرة خانة والسلاجقة، الشعبان اللذان يعدّا أسلافَ العثمانيين. ونتيجةً لذلك تأثرت التركيةُ باللغتين العربية والفارسية بفعل احتكاك التُّرك بالمسلمين في بلاد فارس والعراق وبلاد الشام، حتى باتَ الشعراءُ التُّرك يعتمدون أوزان وقوافي الشعر الفارسي في قصائدهم.
ومع ولادة الإمبراطورية العثمانية، اعتُبرت التركيةُ اللغة الرسمية فيها طوال فترة حكمها (1299 - 1922). وسمّيت بالتركية العثمانية، وهي مزيجٌ من الثلاث لغات: التركية، والعربية، والفارسية، معتمدةً الحروف العربية. وتعدُّ جزءًا من العائلة اللغوية؛ الأوغوز. كان متحدّثوها من أبناء المدن والطبقات المتعلمة والمرموقة، أما أبناء الطبقات الفقيرة والريف فإن قسمًا كبيرًا منها لم تكن هذه اللغة مألوفة لهم، بل كانوا يتحدّثون لغةً عُرفت باسم التركية الغليظة وهي أكثر نقاوةً من التركية العثمانية وتشكّل اليوم أساس التركية الأناضولية. 


صورة لخريطة قبائل الترك في كتاب ديوان لغات الترك لمحمد الكاشغري

وبعد قيام الجمهورية التركية سنة 1923، أعلن رئيسُها مصطفى كمال أتاتورك إنشاء جمعية اللغة التركية عام 1932، بهدف القيام بأبحاث حول هذه اللغة، وإصلاحها وإعادة تشكليها عبر استبدال ما أمكن من الكلمات ذات الأصل العربي والفارسي بما يُقابلها من التركية، وقد نجحت الجمعيةُ باسترجاع بضع مئاتٍ من الكلمات ذات الأصول التركية بعد أن منعت الحكومةُ الجرائدَ والصحف من استخدام المصطلحات الأجنبية وفرضت عليهم استبدالها بالمصطلحات التركية وفقًا لما تقرّه الجمعية. وبالرغم من محاولة أتاتورك استرجاع المصطلحات التركية واستبدال الأحرف العربية باللاتينية، إلا أنه وفي خطابة الشهير أمام البرلمان التركي الحديث سنة 1927 تحدّث بالتركية العثمانية، الأمر الذي اضطرّ الأجيال الجديدة إلى ترجمة الخطاب لثلاث مرات في كل من 1963، و1986، و1995 إلى التركية المعاصرة التي تُعرف بالأناضولية أو الإسطنبولية، فالجمعية لا زالت تستحدث كلماتٍ جديدة بشكلٍ مستمر، الأمر الذي تسبّب في صنع فجوةٍ مفاهيمية بين الأجيال فقد باتت لدى كل جيلٍ لغةٌ مختلفةٌ خاصةٌ به لا يفهمها الجيلُ الذي يليه.
وقد تعرّضت الجمعيةُ إلى الكثير من الانتقادات بسبب استقدامها التعابير الإنجليزية والفرنسية وتحريفها عن معناها الأصلي، كما تمّ رفضُ العديد من الكلمات التي أقرّتها من قبل المجتمع الذي اعتبرها زائفة، ممّا اضطرّ الجمعية لتعديل الكثير من مصطلحاتها وتعابيرها. وأثارت التغييرات التي فرضتها جدلًا سياسيًا واسعًا، وأخذت الجماعاتُ المحافظة تتعمد استخدام تعابير وكلمات قديمة في المنشورات الصحفية المنسوبة إليها، وفي خطابها العاميّ اليومي.
وعلى الرغم من اعتماد جمعية اللغة التركية سياسة توحيد اللهجات عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، وعبر مناهج التعليم المدرسية والجامعية، منذ العقد الرابع من القرن العشرين، ما زال بالإمكان ملاحظةُ التباين في لهجات ولكنات المناطق المختلفة داخل تركيا. وتضمّ التركية الأناضولية حوالي 40 لهجة اليوم، ولا زالت الدراساتُ لإحصاء اللهجات الأناضولية جاريةً في الجامعات والمؤسسات العلمية في محاولةٍ للوصول لعددٍ أكثر دقة.

نقش بالتركية العثمانية من مقدونيا

مؤخرًا، وبعد استلام رجب طيب اردوغان رئاسة الجمهورية التركية، أعلن عن عزم الحكومة التركية إحياء اللغة التركية العثمانية المكتوبة بأحرف عربية وإدراجها في المناهج التدريسية الرسمية في تركيا. وقد برر أردوغان هذا القرار بقوله إن "اللغة تعتبر بمثابة الوصف الرئيس للحضارة والذاكرة، بل والوصف الذي من خلاله تبنى الأمم، وبدونها تفنى".
وأضاف قائلًا: "بسلبكم اللغة من مجتمع ما، تكونون قد سلبتموه حضارته وذاكرته. أقول هذا باعتبارنا أمة دفعت الثمن غاليًا لسلبنا لغتنا. فالاعتداء على لغة مجتمع ما يعني الاعتداء على دين هذا المجتمع وثقافته وفنونه وآدابه". وتابع القول: "من الظلم البين للغات اعتبارها مجرد وسيلة تخاطب واتصال، لأن اللغة أكبر من ذلك، فهي حضارة وقلب وذاكرة. وديمومة الأمم والشعوب تكون في لغتها وعاداتها وتقاليدها وتنشئتها لأبنائها".
كما تساءل أردوغان إن كان هناك شعب في العالم لا يستطيع أبناؤه أن يقرؤوا لغة أجدادهم التي كتبت قبل مئة عام فقط؟ مشيرًا إلى أن الأمة التركية باتت عاجزة عن قراءة ملايين الوثائق الموجودة في دور المحفوظات الضخمة في البلاد؛ وذلك لانقطاعها عن اللغة التي كُتبت بها.
وقد فجّرت نية حزب العدالة والتنمية الحاكم عاصفة من الجدل داخل الأوساط السياسية والمجتمعية التركية، بين فريق رأى في الخطوة تقدماً على طريق إتقان الأجيال للغة أجدادهم وحضارتهم السابقة، وبين من اعتبرها ارتكاسة إلى الوراء وردة عن إرث أتاتورك والجمهورية الحديثة، فاعتبر زعيم المعارضة التركية، كمال كيليتشدار أوغلو أن تدريس العثمانية "سيعود بالأتراك نحو العصور الوسطى"، أما النائب عن حزب "الشعب الجمهوري" المُعارِض، حسين أيغون، فقال إنه لن يسمح لابنه بأن يدرس اللغة العربية أو العثمانية، وإنه "يفضل أن يرسب على أن يفعل ذلك".

نقش تركي قديم بالأبجدية الأورخونية في كيزيل/ روسيا

أما رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، فرأى أن تعهد أردوغان يرتكز على أحد مقترحات المجلس الأعلى للتعليم التي أُعدت سابقًا. وأضاف: "لا أعرف لماذا كل هذه الحساسية مع العثمانية، إذا ما كان هنالك طالب يرغب في دراستها فليفعل، وإذا لم تكن لديه فلن يختارها، هذا هو المقترح"، مشيرًا إلى أن "البعض يعتقد بأن العثمانية لغة أجنبية. إنها التركية التي نستخدمها اليوم ولكنها مكتوبة بحروف أخرى".
ويُذكَر أن التركية تضمُّ أكثر من 55 لغة مقسّمةً إلى ستة عوائل، تعرّض بعضُها للانقراض ولا زالت 35 لغةً منها قيد الاستخدام. وتنتمي التركيةُ الأناضولية إلى عائلة الأوغوز، وتعدُّ اللغةَ الرسمية للجمهورية التركية، وإحدى اللغتين الرسميتين في قبرص، كما أنها لغةٌ رسميةٌ إقليميةٌ في كوسوفو وفي عدة ولايات في جمهورية مقدونيا، وفي ألمانيا يوجدُ حوالي مليوني متحدثٍ للغة الأناضولية. 


يوسف خاص حاجب

الجمعة، 3 أبريل 2020

اللغة الفارسية

اللغة الفارسية 
هي لغة هندوأوروبية، يتحدث بها في إيران وطاجكستان وأفغانستان وفي العديد من الدول الأخرى. تكتب بالخط العربي بإضافة 4 حروف: گ، پ، ژ، چ. بعض متكلمي اللغة الفارسية يسمونها دري ( في أفغانستان ) كم تسمى بالتاجيكية (في تاجكستان)، أثرت اللغة الفارسية على بعض اللغات مثل: التركية العثمانية والأوردو، و اللغة العربية.

تاريخ اللغة

الفارسية القديمة

الفارسية القديمة هي لغة آرية مجهولة، تنسب إلى قبائل الفرس البدوية النازحة إلى إيران قبل قوروش الأكبر. أما بعد إنشاء الامبراطورية الاخمينية، اضطر الفرس إلى اعتماد اللغة الآرامية كلغة رسمية معتمدة[2] بسبب بدائية لغتهم وبعدها عن الحضارة.
إيران القديمة 
ظهر خلال الألفية الثانية ق.م في غرب إيران قومٌ يتحدثون باللغات الهندية الأوروبية،ثمَّ اختفوا.كان يتوطن غربَ إيران في الألفية الأولى ق.م عنصر الماد و الفرس.ثمَّ استقر الفرس بشكل تدريجي في منطقة سُمِّيَت فيما بعد باسمهم ب" فارس".في نفس الآن كانت مجموعة أخرى من الإيرانيين تستقر بشرق إيران.
أسَّسَ ديوكوس Deioces أواخر القرن الثامن ق.م في مدينة همدان دولة الماد التي كانت تابعة للدولة الآشورية. أسَّسَ هخامنش في پارسومش Parsumash التي تقع بالقرب من شوش أوائل القرن السابع ق.م الدولة الفارسية الإخمينية (الهخامنشية)،كانت هذه الدولة تابعة لدولة الماد. أسَّسَ هوخشتره Huwaxstra سنة 612 ق.م بعد استيلائه على نينوى عاصمة الآشوريين دولة الماد المستقلة.
انقرضت دولة الماد سنة 550 ق.م بانتصار كوروش الفارسي على آستياگس Astyages آخر ملوك الماد، وبذلك تأسَّست دولة الإخمينيين. تزامناً مع دولة الماد في غرب إيران كانت الدولة الخوارزمية في كلٍّ من هرات ومرو تحكم شرق إيران. تمكَّن كوروش من ضمِّ هذه الدولة إلى منطقة نفوذه. أضاف كمبوجيه(من 531 إلى 522 ق.م) نجل و ولي عهد كوروش تخوماً أخرى إلى دولته. توسعت دولة الإخمينيين زمان حكومة داريوش (من 522 إلى 486 ق.م) حتى وصلت إلى الحبشة ومصر وليبيا من ناحية الغرب، وإلى السِّنْد من ناحية الشرق، ومن جهة الشمال وصلت إلى بحر أورال وجبال القوقاز، ومن جهة الجنوب امتدَّتْ إلى الخليج العربي وبحر عمان.
كانت الآرامية اللغة الرسمية لهذه المنطقة الشاسعة، أمَّا الإخمينيون فعلاوةً على لغتهم الفارسية-التي تسمى اليوم بالفارسية القديمة-استعملوا اللغات الأكدية والعيلامية واليونانية. أما الدِّين الرَّسمي لإيران في هذا العصر فكان الدِّين الزَّرَدُشْتِي. يبدو أنَّ خشايارشا(من 486 إلى 465 ق.م) كان يَدين بهذا الدِّين. سقطت هذه الدولة (الإخمينية) على يد الاسكندر المقدوني سنة 331 ق.م.
تُسمَّى هذه المرحلة التي تمتدُّ من 1000 سنة ق.م، أي زمان دخول الإيرانيين إلى نجد إيران وحتى سنة 331 ق.م تاريخ سقوط الدولة الإخمينية، تُسمَّى في تاريخ اللغة الفارسية بمرحلة اللغة الفارسية القديمة.

اللغات الإيرانية القديمة

أدى انفصال الهنود عن الإيرانيين إلى ظهور لغتين هندية قديمة وإيرانية قديمة. ورغم أن أي أثر لم يتبق من اللغة الإيرانية القديمة التي كانت اللغة المشتركة للشعوب الإيرانية، إلا أن بقاياها-المعروفة باللغات الإيرانية القديمة-كانت منتشرة في رقعة واسعة جداً حتى زمان انهيار الإمبراطورية الإخمينية (331ق.م). ولم يتبق من اللغات الإيرانية القديمة بشكل مدون، سوى لغتين : الفارسية القديمة والأفستائية؛ ولكن لم تصلنا من اللغات الأخرى لهذه الفترة، آثار كثيرة. الفارسية القديمة: كانت الفارسية لغة الأمة الفارسية التي قد سكنت بعد دخولها إيران في الجنوب الغربي منها (محافظة فارس حالياً)، وكانوا قد أسسوا المملكة الإخمينية الكبرى بعد انهيار الأسرة الميدية (550ق.م). كان كتّاب العصر الإخميني يستخدمون اللغة والخط الآرامي للكتابة على الجلد والطين، ولكنهم بدؤوا على الأرجح في عهد حكم كوروش الثاني (المعروف بكوروش الكبير)، بإبداع خط مسماري خاص بالفارسية القديمة، حيث انتشر استعماله في عهد حكم داريوش الأول (522-486ق.م). أهم أثر وصلنا من هذه اللغة كتيبة داريوش الكبير في جبل "بيستون" ،نُقِشت هذه الكتيبة على 225 عمود من أعمدة جبل "بيستون" وبثلاث لغات هي العيلامية والأكدية والفارسية القديمة. مضمونُ هذه الكتيبة : « يقف داريوش على الطرف الأيسر، يضع رجله اليسرى على "گوماته" الملقى على صدره. يقف شخصان خلف داريوش. يقف داريوش مقابل تسعة أشخاص مُكبَّلين وقد رُبطت رقابهم إلى بعض. هؤلاء ثوارٌ كانوا قد ثاروا ضد داريوش في ولاياتٍ مختلفة. في أعلى الصورة يوجد تمثال لأهورا مزدا،و قد رفع داريوش وجهه ويده اليمنى نحوه احتراماً له»
نُقشت الكتيبة باللغة الفارسية القديمة أسفل هذه الصورة في خمسة أعمدة : العمود الأول يحتوي على 96 سطر، العمود الثاني يحتوي على 98 سطر، العمود الثالث يحتوي على 92 سطر،العمود الرابع يحتوي كذلك على 92 سطر،أمَّا العمود الخامس فيضمُّ 36 سطراً.
الكتيبة العيلامية تتوفر على روايتين، رواية جاءت في أربعة أعمدة على الناحية اليمنى من الكتيبة الفارسية القديمة والرواية الأخرى نُقشت في ثلاثة أعمدة على الناحية اليسرى من الكتيبة الفارسية القديمة.
أمَّا الكتيبة الأكدية فقد نُقشت في عمودٍ واحدٍ على الناحية اليسرى من الصورة.
استمر وجود الكتيبات باللغة الفارسية القديمة بعد داريوش حيث وصلنا عددٌ منها عن خشايارشا (من 486 إلى 465 ق.م)،و عن أردشير الأول (من 465 إلى 424 ق.م)،و عن داريوش الثاني (من 423 إلى 404 ق.م)،و عن أردشير الثاني (من 404 إلى 359 ق.م)، و عن أردشير الثالث (من 359 إلى 338 ق.م).
ويُكتب الخط المسماري للفارسية القديمة-والذي استخدم في كتابات الملوك الإخمينيين فقط-من اليسار إلى اليمين. يُعتبر هذا الخط من أبسط الخطوط المسمارية، حيث يشتمل على 36 علامة هجائية-أبجدية و8 معاجم للألفاظ، وفاصلتين للألفاظ وعدد من العاملات للأعداد.
وتتألف الألواح المكتوبة المتبقية من الملوك الإخمينيين من لغة واحدة أحياناً (الفارسية القديمة)، ومن لغتين أحياناً (الفارسية القديمة والعيلامية)، وأحياناً ثلاث لغات (الفارسية القديمة والعيلامية والبابلية)، وأربع لغات نادراً (الفارسية القديمة والعيلامية والبابلية والمصرية القديمة بالخط الهيروغليفي). الأفستائية: الأفستائية هي لغة الأفستا، الكتاب المقدس للزردشتيين. ويعد گاهان أقدم أجزائه، وهو أشعار منسوبة إلى زردشت نبي إيران القديمة، والذي كان يعيش حسب رواية، في النصف الأول من الألف الأول ق.م في خوارزم. وتسمى اللهجة المستخدمة في گاهان، يسنِ هفتها، والأدعية الأربعة المقدسة لدى الزردشتيين، باللهجة الگاهانية. وكُتبت الأقسام الأخرى من الأفستا باللهجة الجديدة.
ويرى الزردشتيون استناداً إلى التقاليد القديمة، أن الأفستا كانت قد كُتبت في عصر الإخمينيين بماء الذهب على 12 ألف قطعة من جلد البقر؛ ولكنها زالت على أثر هجوم الاسكندر المقدوني وسقوط الإمبراطورية الإخمينية. كما يرون أن الأفستا كُتب مرة أخرى في عهد بلاش الأشكاني (من المحتمل أن يكون بلاش الأول، ح 51حتى 76-80م). ثم كتبوها مرة أخرى في عهد أردشير بابكان، مؤسس السلالة الساسانية وأول ملوكها (224-240م). ولكن الدراسات الأخيرة تظهِر أن الأفستا كان ينتقل عبر الرواية الشفوية حتى العصر الساساني، ومن المحتمل أنه قد تمّ إبداع خط لكتابته في عهد حكم شابور الثاني (309-379م)، على أساس الخط الفارسي الوسيط الكتابي والخط البهلوي الزبوري يُكتب الخط الأفستائي الذي يصطلح عليه باسم «الخط الديني» من اليمين إلى اليسار ويشتمل على 53 علامة أبجدية. وحسب هذا الخط يتم الفصل بين الألفاظ بنقطة. اللغات الإيرانية القديمة الأخرى :
لم يتبق من اللغتين القديمتين الأخريين، أي الميدية (في الغرب والشمال الغربي) والسكائية القديمة (في جانبي بحر الخزر وسهول جنوب روسيا وبلاد ماوراء النهر)، سوى بضع كلمات يمثل معظمها أسماء أعلام، وذلك في اللوحات الحجرية المكتوبة للملوك الإخمينيين وكتابات المؤرخين اليونانيين. وأما اللغات الإيرانية القديمة الأخرى والتي لم يتبق منها أثر ولا يمكن الاطمئنان إلى وجودها، إلا حسب المقاييس الخاصة بعلم اللغة، فهي الفرثية القديمة ، والسغدية القديمة والخوارزمية القديمة والبلخية القديمة. باقي اللغات والخطوط في العهد القديم :
  1. اللغة والخط السومري: هي لغة مستقلة كانت رائجة في سومر جنوب العراق حالياً في الألفية الثالثة ق.م. وكانت تُكتب بالخط المسماري الذي هو من اختراع السومريين أنفسهم.
  2. اللغة والخط الأكدي: هي من اللغات السامية.كانت منتشرة في بلاد ما بين النهرين من الألفية الثالثة ق.م إلى الألفية الأولى ق.م.في حدود سنة 2000ق.م حلَّت اللغة الأكدية في سومر محل اللغة السومرية، وفي هذا العصر انقسمت اللغة الأكدية إلى لهجتين : أ/ اللَّهجة الآشورية وهي لهجة آشور شمال بلاد بين النهرين. ب/ اللَّهجة البابلية وهي لهجة بابل جنوب بلاد بين النهرين. انتشرت اللغة البابلية تدريجياً إلى أن أخذت مكان اللغة الآشورية في القرن التاسع ق.م وانتشرت في المنطقة التي تُسمَّى حالياً بمنطقة الشرق الأوسط كلغة دولية. أخذت اللغة الآرامية تدريجياً خلال القرنين السابع و السادس ق.م مكان اللغة البابلية. لكن هذه الأخيرة استمرت في التواجد إلى حدود أوائل العهد المسيحي إلى أن تُركت كليا.كُتبت اللغة الأكدية بخط اقتُبس من السومرية،كان يشتمل هذا الخط على 600 علامة للدَّلالة على الكلمات والهجاءات.
  3. اللغة و الخط العيلامي: هي لغة مستقلة كانت منتشرة ورائجة في عيلام (خوزستان حالياً).كُتبت الآثار التي وصلتنا عنها بالخط المسماري الذي اقتُبس من الخط السومري. ترجع هذه الآثار إلى ثلاثة مراحل :
  • من أواسط الألفية الثالثة قبل الميلاد.
  • من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن ق.م، سُميت اللغة التي كتبت بها آثار هذه المرحلة باللغة العيلامية القديمة.
  • من العهد الإخميني، من القرن السادس إلى القرن الرابع ق.م، وسُميت اللغة التي كتبت بها آثار هذه المرحلة باللغة العيلامية الجديدة.
أكثر كتيبات الملوك الإخمينيين بما فيها كتيبة داريوش في جبل بيستون كُتبت بلغات ثلاثة: الفارسية القديمة والأكدية والعيلامية.


الفارسية الوسيطة (الپهلوية)

الفارسية الوسطى هي أحد الأشكال المتطورة عن الفارسية القديمة تم استخدامها في عهدين : عهد الإمبراطورية البارثية Parthian Empire خلال (248 ق.م – 224 م) ثم في أيام الإمبراطورية الساسانية Sassanid Empire خلال (224–651 م ). غالبا ما يشار للفارسية الوسطى بتسمية (بهلوية) حيث كانت تكتب بكتابة تحمل نفس الاسم : كتابة بهلوية، وهو نمط كتابة مقطعي مأخوذ من الأبجدية الآرامية، فيما كانت الفارسية القديمة تستعمل الخط المسماري السومري.
خلال هذه الفترة تم تبسيط مورفولوجيا اللغة من الاقتران القواعدي Grammatical conjugation و نظام الاشتقاق declension للفارسية القديمة إلى مرفولوجيا كاملة التنظيم و نحو متماسك لتنظيم الفارسية الوسطى .
ترافقت البهلوية مع عدة لغات إيرانية و لهجات خلال المنطقة التي تنتشر فيها الشعوب الإيرانية مثل اللغة الأفستية ، السوغديانية Sogdian ، الباكتريانية Bactrian ، الخوارزمية Khwarezmian ، الساكا Saka . تأثيرات البهلوية دخلت لاحقا في عدد من اللغات مثل العربية و اللاتينية و اللغة الهندية و الأرمنية و الجورجية و غيرها .
لكن تبقى العينات والآثار الموجودة من هذه اللغة نادرة. بعض الباحثين مثل الباحث الفارسي ناصر بوربيرار: "كل ما هناك نقوش علي بعض الصخور والاسوار تظهر ان اللغة البهلوية لغة ناقصة للغاية. لا توجد في جميع هذه النقوش الصخرية 200 كلمة بهلوية يمكن ان نستخدم كلمتين منها للتعبير عن قضايا ثقافية وفنية ودينية جدية. فكل هذه الكلمات هي كلمات بسيطة يومية لا توجد فيها لا حكمة ولا ادب"[3].
تبقى بعض الآراء تشكي من أن الفارسية الوسطى كانت لغة ضعيفة من ناحية المفردات و التعبير ، بعض الدراسات والبحوث التي قام بها الأوروبيون (بل الإيرانيون أنفسهم خاصة بعد قيام الثورة) تظهر أن الفرس وقبل الفتح الاسلامي لبلادهم لم يعرفوا الأدب الرفيع، خاصة الشعر. حيث لم يتجاوز أدبهم الشعري بعض الأشعار الفولكلورية البسيطة والمعروفة باسم "الفهلويات"[4].

الفارسية الحديثة

حين‌ دخل‌ الإسلام‌ بلاد فارس كانت‌ اللغة‌ الإيرانية‌ الشائعة‌ هي‌ اللغة‌ البهلوية‌ وهي‌ من‌ أهم‌ اللغات‌ الإيرانية‌ الوسطى‌ التي‌ كان‌ قد تم‌ بها تسجيل‌ الكثير من‌ الآثار الزرادشتية‌ وتعاليمها، كما تم‌ نقل‌ كتاب‌ "الأفستا" إلى لغتها. وعند دخول‌ الإسلام‌ وامتداد‌ الفتوحات‌‌ إلى‌ إيران‌، ظهر الإسلام‌ في‌ صورته‌ العربية‌ لغة‌ وطبيعة‌ وحكما، فكان‌ ذلك‌ عاملا في‌ دخول‌ اللغة‌ العربية‌ في‌ صلب‌ اللغة‌ الفارسية‌ الحديثة‌ وتغلغلها فيها. ولكن‌ تأثير الإسلام‌ كان‌ عميقا في‌ نفوس‌ الإيرانيين‌ وفي‌ أفكارهم‌ ولغتهم‌ لأن‌ الحضارة‌ اليونانية‌ وطابعها لم‌ تستطع‌ أن‌ تتجاوز المظاهر والشكل‌ والقشور من‌ حياة‌ الإيرانيين‌، أما الشريعة‌ الإسلامية‌ فقد تغلغلت‌ في‌ ذلك‌ الحين‌ بشكل‌ ملحوظ‌ في‌ إيران‌ "إن‌ الحقيقة‌ هي‌ أن‌ الإسلام‌ يشيع‌ وينتشر في‌ أية‌ أمة‌ يشغل‌ الدين‌ منها كل‌ فراغها ويحتل‌ جميع‌ نفوسها بحيث‌ لا يبقي مجالا‌ للتفكير في‌ شي‌ء آخر من‌ الشؤون‌ المدنية‌ والاجتماعية‌ غير الدين‌".
هي اللغة الفارسية التي برزت بعد فترة من الفتح الإسلامي لإيران. وبدأت في الظهور في القرن الثاني إلى الرابع الهجري (يوجد خلاف) بعد عصر طويل من السكوت (أي عدم الكتابة بالفارسية). يقول پورپيرار: "لم يكن في عهد ابن مقفع -أي في الحقب الأولى للقرن الثاني الهجري- أي شيء مكتوب باللغة الفارسية... كما أن أول نماذج للغة الفارسية الجديدة ظهرت في القرن الرابع الهجري". وتمتاز هذه الفارسية بتأثرها الكبير باللغة العربية. كما أنها تأثرت بلغات أخرى كالتركية.
الفتح الإسلامي لفارس كان بداية جديدة لتاريخ فارس الحديث لغة و شعرا . فقد شهدت في فترة لاحقة عددا كبيرا من الشعراء و الأدباء الذين استخدموا الفارسية كلغة تعبير أدبية ، بالتالي أصبحت الفارسية اللغة المسيطرة في المناطق الشرقية من العالم الإسلامي مثل فارس و أفغانستان و شرقي الهند الذي عرف لاحقا بباكستان إلى جانب الأوردية . الفارسية اعتمدت كلغة رسمية في أيام السامانديون ، الامبراطورية المغولية ، التيموريون ، الغزنويون ، السلاجقة ، الصفويون .
يقول الباحث الإيراني يوسف عزيزي: "ازدهرت اللغة الفارسية وترعرعت في أحضان الأبجدية العربية بعد الفتح الإسلامي لإيران. وقدمت شعراء ومتصوفين ومفكرين عظاماً، خلافاً لما قبل الاسلام حيث لم تقدم اللغة البهلوية ـوهي لغة البلاط عند الأكاسرةـ أي اسم بارز في مختلف مجالات المعروفة وخاصة الشعر والأدب... ويبدو أن اللغة البهلوية كانت لغة ركيكة وضعيفة لم تنتج أدباً أو ثقافة رفيعة. وهذا ما يعترف به العديد من المؤرخين الإيرانيين... ويذكر المؤرخون الإيرانيون أن بعض قصائد سعدي هي انتحال وترجمة حرفية لبعض قصائد أبي الطيب المتنبي. حتى فردوسي ورغم عنصريته وتجنبه استخدام المفردات العربية، لم يتمكن من الاستغناء عن اللغة العربية، حيث شكلت مفرداتها نحو 30% من مفردات ملحمة الشاهنامة. ومنذ القرن الثامن الهجري (14 ميلادي) ... شهد الأدب الفارسي انحدارا ـ بل وانحطاطا ـ لم ينج منه إلا في الآونة الأخيرة"[5].
استعارت الفارسية من اللغة العربية الكثير من تراكيبها و مفراداتها و لاحقا استفادت من اللغة المغولية عند سيطرة الإمبراطورية المغولية و من ثم التركية . بالمقابل دخلت العربية العديد من المفردات العربية خاصة تلك المتعلقة بالتنظيمات الإدارية التي اقتبست عن الفرس. من أشهر الأمثلة كلمة ديوان .
تعتبر أكاديمية اللغة و الأدب الفارسية في إيران المسؤولة عن تنظيم إدخال مفردات جديدة للغة الفارسية أو اقتراح مرادفات فارسية لها خصوصا في النواحي التقنية و المصطلحات العلمية الجديدة. ويوجد لها نظير في أفغانستان كذلك (الأكاديمية الأفغانية للعلوم)، مع اختلاف بين لغتي الداري (الفارسية التقليدية المستعملة في أفغانستان) والفارسية الإيرانية (معدلة، خاصة مؤخرا زمن الشاه).
يقول الباحث الإيراني يوسف عزيزي: "لقد أثرت الثقافة العربية في الثقافة الفارسية، عبر العصور. وكان للأدب العربي تحديدا، تأثير مهم في الادب الفارسي كما وكان للغة العربية أيضا، دور في إغناء اللغة الفارسية بالمفردات المتعددة. فهناك نحو 60% من اللغة الفارسية مفردات عربية، أو عربية الجذور. و يمكن القول أن تأثير اللغة العربية في اللغة الفارسية، يشبه تأثير اللغة الرومانية في اللغة اللاتينية. و كوني باحثا في الادب الفارسي، وفي الادب العربي، باستطاعتي القول ان الادب الفارسي لم يكن له وجود بارز قبل الاسلام، وقد أصبح له هذا الوجود، وهذا البروز بعد الاسلام، فنتيجة لتمازج الثقافتين الفارسية و العربية، الذي انتج عندنا شعراء و مفكرين وأدباء كبارا، مثل حافظ الشيرازي و سعدي الشيرازي و ناصر خسرو البلخي وفي مجال الفلسفة الملا صدرا و ابن سينا و الفارابي و الغزالي. وكلنا يعلم ان شاعرا مثل حافظ الشيرازي وهو من أعظم شعراء الفرس والعالم، كان يعرف و يقرأ ويستوعب الشعر الجاهلي، وشعر العصر العباسي و الأموي، وكان يعرف القرآن وحافظا لآياته. وقد كتب قصائد عربية أيضا، وحذا حذوه في ذلك سعدي وناصر خسرو والبلخي. ومن المعروف أن سعدي الشيرازي زار الدول العربية في القرن السابع الهجري، منها لبنان وسوريا والحجاز والعراق، وله في هذا الرحلات كتابات مهمة".
ويقول كذلك: "تضم اللغة الفارسية الحديثة نحو 20% من المفردات التركية و الانجليزية و الفرنسية، و 60% من المفردات العربية. و تصل أرومة المفردات الباقية في اللغة الفارسية إلى اللغة البهلوية. وينشد شعراء اللغة الفارسية، قصائدهم وفقاً لأوزان الفراهيدي".
بخلاف الامبراطوريات الفارسية قبل الإسلام، التي تكلمت الآرامية. تطورت بشكل كبير هذه الامبراطورية الفارسية الإسلامية إلى استخدام الفارسية باعتبارها لغة الدولة والثقافة العالية لمدن آسيا الوسطى وشبه القارة الهندية. وهكذا، بينما الإسلام هو سبب الجماعية العربية تأثير على اللغة الفارسية ، وهو أيضا سبب انتشار الفارسية خارج إيران لأول مرة في التاريخ. ولهذا السبب، ما زالت تحدث الفارسي بين غير الايرانيين في أفغانستان والهندي لهذا اليوم الكثير قرض الكلمات الفارسي. معظم قرض الكلمات العربية الهندي بدا في ذلك عن طريق اللغة الفارسية[2].


الأدب الفارسي

شهد الخطاب الأدبي الفارسي بعد الإسلام فترات مختلفة:
  1. ) من القرن الاول حتى القرن الثاني الهجري. استغرقت قرنين من الزمن. أي منذ الفتح الاسلامي للامبراطورية الفارسية، وحتى ظهور أول قصائد باللغة الفارسية الحديثة في ولاية خراسان على يد وصيف السكزي. اشتهرت هذه الفترة بـ"قرنين من الصمت" للغة الفارسية، حيث كان الشعراء الفرس ينشدون الشعر باللغة العربية في تلك الفترة. ويعزو المؤرخون هذا الصمت إلى اندهاش الفرس و حيرتهم اثر الضربة العسكرية الهائلة التي تلقوها من العرب المسلمين في النصف الأول من القرن السابع الميلادي.
  2. ) من القرن الثاني إلى القرن الرابع. فترة انبثاق الحركة الشعوبية في خراسان التي كانت تعارض الخلفاء الامويين و العباسيين. حيث اخذت منحاً عنصرياً معادياً للعرب. يقول يوسف عزيزي: "دأبت الحركة الشعوبية الفارسية على اختراع اللغة الحديثة (فارسي دري) التي لا تمتّ بصلة بما يسمى باللغة الفارسية القديمة أو الوسطى إلا القليل جداً. أي أن الفرس حالياً لا يعرفون بتاتاً أي شيء عن اللغة البهلوية، ولا يستطيعون قراءة أي عبارة -ولو صغيرة- من تلك اللغة المندرسة".
  3. ) من القرن الرابع إلى القرن الثامن. تأثر الأدب الفارسي (ومن قبله اللغة الفارسية) بشدة باللغة العربية. وبلغ الأدب الفارسي عصره الذهبي خلال تلك الفترة، لم يبلغ تلك الذروة أبداً فيما بعد.. ولا نرى خلال هذه الفترة المزدهرة حتى مفردة واحدة ضد العرب، بل مدحا و تبجيلا لثقافتهم و أدبهم و دينهم. حيث بلغ الامر بناصر خسرو البلخي في إحدى قصائده أن يفضل العرب على العجم و يتمنى أن يكون عربياً.
  4. ) من القرن التاسع إلى القرن الرابع عشر ( أوائل القرن العشرين الميلادي). شهد الأدب الفارسي عصر انحطاط خلال هذه الفترة.
  5. ) من أوائل القرن العشرين الميلادي و حتى الآن. خلال هذه الفترة بدأ الأدب الفارسي ينتعش مجدداً متأثراً بالأدب الأوربي، إلا أن العنصرية ضد العرب بلغت أشدها في هذه الفترة.


كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟

كيف تعمل الطاقة الشمسية؟ ولماذا يحتاجها العالم؟ أصبح   الطلب على الطاقة   في العالم ينمو بسرعة، بسبب الانفجار السكاني والتقدم التكنولوجي...